- إن قيل " نحن نصلي التهجد جماعة في المساجد , وهذا مما يُسهل لناالقيام ...".
أقول : ونحن كذلك عندنا ( في الجزائر ) التهجد جماعة في المساجد , ولكن في نطاق محدود من حيث عدد المساجد المسموح بالتهجد فيها , وكذا من حيث الوقت القصير من الليل المخصص للتهجد .
ومع ذلك :
1 - يبقى للقيام الفردي نكهته ومذاقه , خاصة وهو أقرب إلى الإخلاص لله عزوجل .
2-هذا فضلا عن أنه في القيام الفردي أنا أقوم الليل كما أحب أنا , لا كما تحب لي الجماعةُ في المسجد.
ولا ننسى أن الأصل في التراويح أنها جماعية ولكن الأصل في التهجد أنه فردي , كما أن الأصل في الفرائض هو الإعلان عنها وأما الأصل في النوافل ( والتهجد نافلة ) فهو الإسرارُ بها .
3 -ثم إنه في القيام والتهجد جماعة في المسجد لا يستغلُّ الوقتُ - عادة - كما ينبغي , بل يَـضيعُ جزءٌ منه لا بأسَ به بعد العشاء وكذا قبل الصبح وفي الذهاب والإياب وفي ...أما في القيام أو التهجد الفردي فيمكن للشخص أن يستغل الليلَ كله ( يجبُ أن نتذكرَ أن الوقتَ في العشر الأواخر ثمينٌ جدا ) أعظمَ استغلال بحيث لا يكاد يضيع منه شيءٌ .
ولكنني أقول في النهاية : في كل خير بإذن الله تعالى , نسأل الله أن يتقبل من الجميع آمين .
17- صحيح أن بعض العلماء قالوا بأن الحديث الوارد في قيام ليلة العيد " من أحيا ليلة الفطر وليلة الأضحى لم يمت قلبه يوم تموت القلوب " ضعيفٌ , ومنه قالوا بأن قيام ليلة العيد ليس من السنة , وقالوا بأن ذلك بدعة مكروهة , ولكنها ليست حراما . هذا على رأي بعض العلماء , ورأيهم محترم ومقدر ونضعه على الرأس والعين . ولكن علماء آخرين قالوا بأن الحديث وإن كان ضعيفا إلا أنه يمكن العمل به في فضائل الأعمال , ومنه قالوا : يستحبُّ قيام ليلة العيد من باب الشكر لله على توفيقه لنا بالصلاة والصيام والقيام .
إذن المسألة خلافية : من قام ليلة العيد نسأل الله أن يتقبل منه , ومن لم يقمها لا حرج عليه بإذن الله , وفي كل خير ما دامت المسألة خلافية .كل العلماء مأجورون , ونحن لا حرج علينا من الناحية الشرعية , ما دمنا نأخذ من علماء " اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" ولا نأخذ من جهلة , والله لن يسألنا " لماذا أخذتم من فلان ولم تأخذوا من علان" , لأنهم كلهم علماء وكلهم مجتهدون وكلهم مأجورون وكلهم ورثة أنبياء بإذن الله تعالى . والله أعلم .